تم نفظ الغبار على هذه القصيدة القديمة وصاحبها سنة 1985، عندما اقترح الملك الراحل الحسن الثاني على مجموعة ناس الغيوان تأدية قطعة النحلة شامة وهي قصيدة زجلية من فن الملحون والتي كتبها الشاعر التهامي المدغري. فارتبطت هذه القصيدة بمجموعة الغيوان التي أبدعت في أدائها.ا
***** صاحب القصيدة
هو التهامي بن احمد المدغري المسعودي أصله من امدغرة بتافيلالت،ولد سنة 1215ه، نشأ بفاس ومراكش، وعاش في أيام السلطان مولاي عبد الرحمان، وكان صديقا لابنه الأمير محمد بن عبد الرحمن وملازما له.ا وتوفي سنة 1271هـ يعتبرمن أكبر شعراء القصيدة الزجلية الغنائية بالمغرب و في الفصيح أيضاكما تعبر عن ذالك هذه الأبيات:ا
ظبي الفلاة على العباد بالمقل
عمداً دهاني أسى بالسحر والكحل
ختلا دهاني فقلت يالقومي ألا
لمن رماني بنبل اللحظ عن عجل
بالحظ زاد هوى بقلب ما عن أسـا
يشير جرحا الى جرح الى علل
مثقف موسوعيوهذاظاهرفي قيمة إنتاجه الأدبي في الزجلالغنائي.ا لقب بشاعر تاج الدولة العلوية ليس لأنه صاحب الأمير.. ولكن لأنه شاعر حقيقي والأكثر من ذلك ورغم تقربه من البلاط، فقد قال رأيه في فساد بعض الوزراء وعبر عن ذلك في قصيدتهالرائعة "النحلة" جرأته هته جرت عليه بعض الوشايات كما تقول الرواية : سأل المولى عبد الرحمان أحد وزرائه إن كان ابنه مجدا في دراسته فأجاب بأنه بين الشاقي والعاصي وملدد المعاصي والمقصود بالشاقي مولاي السعيد وبالعاصي أخاه المولى المطيع وبملدد المعاصي صديقه التهامي المدغري ولما بلغت القولة للمدغري اغتنم وجوده في حضرة السلطان وبلباقة صحح ما قاله الوزير في حقه فقال أنا ملدد المعاني، وفي رواية أخرى عن بعض شيوخ الملحون تقول ألقى التهامي المدغري قصيدة أمام السلطان مولاي عبد الرحمان فأطرب لها فسأل من الشاعر قال أنا ملدد المعاني ولست ملدد المعاصي.ا والشهرة التي ميزت شاعرنا يقول عنها الدكتور الجراري "هي شهرة لم يذركها غيره حيث كان يعتبر شاعر المرأة والخمر الاول، ليس في هذه الفترة فحسب وإنما في كل فترات الزجل ، ويعتبر بالتالي أكثر الشعراء قبولا لدى الجماهير ،وهي ظاهرة جعلت كثيرا من قصائده يصل إلينا على أنه من المؤكد أن بعض شعره قد ضاع أو اختلط مع شعر غيره يعتبر التهامي المدغري أمير الزجالين علىكل العصور.ا