كتلة المغرب العربي وكتلة "الكريبس" عبد اللطيف جبرو
في الأيام الأخيرة من شهر مارس انعقدت بالعاصمة الهندية قمة الدول الخمس المعروفة بـ "الكريبس" وهي الصين، روسيا، الهند، البرازيل، وجنوب افريقيا وهي كتلة جديدة من الدول الصاعدة في عالم التكتلات الصناعية، اثنان من كتلة "الكريبس" هما الصين والهند يمثلان القارة الأسيوية وأكبر قوة بشرية في العالم تليهما روسيا التي تحتل أكبر مساحة في العالم ممتدة من أروبا إلى أقصى شرق آسيا وبعدها البرازيل أكبر بلدان جنوب أمريكا وأخيراً اتحاد جنوب إفريقيا.ا هذا التكتل الخماسي يحاول أن يفرض نفسه كقوة اقتصادية جديدة يحق لها أن تحتل في العالم مكانتها إلى جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي.ا ظهور" الكريبس" على الساحة الدولية يذكرنا بظاهرة كتلة باندونغ التي مهدت عام 1955 لإبراز كتلة عدم الانحياز التي ولدت عام 1961 في قمة بلغراد كقوة ثالثة للحد من أخطار صراعات الحرب الباردة التي حلت محل الحرب العالمية الثانية.ا وبعد انهيار جدار برلين وتفكك الاتحاد السوفياتي، ها هي روسيا تبحث عن مكانة دولية جديدة، في إطار"الكريبس" إلى جانب دولتين كانتا من مؤسسي كتلة باندونغ، هما الصين والهند.ا المجتمعون في قمة دلهي الجديدة، اعتمادا على قوتهم البشرية (ثلاثة ملايير من السكان) وثرواتهم الاقتصادية يقولون بأن أهم أهدافهم هو رفع مستوى الحكامة العالمية بجعل المؤسسات الدولية والمحافل النقدية والمالية في خدمة كل شعوب العالم لحماية البشرية من الفقر والتشرد في العديد من مناطق آسيا وإفريقيا وجنوب أمريكا.ا وإذا كان لاثنين من دول هذه المجموعة العضوية الدائمة في مجلس الأمن )الصين وروسيا( فمن أهداف "الكريبس" هو أن تحصل باقي الدول الأعضاء على مثل هذا الحضور الدولي لإسماع صوت دول العالم الثالث.ا فهل تسمح الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا للهند والبرازيل وجنوب إفريقيا بالعضوية في مجلس الأمن؟ أين نحن في أقطار المغرب العربي من هذا الجانب من تطورات العالم وتكتلاته ؟ لنتصور لو أن قرارات مؤتمر طنجة لأبريل 1958 اتجهت في الطريق الصحيح، وحققنا تدريجيا منذ نصف قرن اتحادا مغاربيا يضم قوة بشرية تتجاوز مائة مليون، وموقع جغرافي متميز في شمال إفريقيا، وثروات طبيعية الخ ....ا بالتأكيد لو سرنا هكذا على طريق الوحدة، لكان لنا الحق في الجلوس إلى جانب مجموعة "الكريبس" ولكان الآخرون في أوربا وأمريكا وآسيا يتعاملون معنا اليوم كمجموعة قوية ومتماسكة لا كدولة شقيقة ومتصارعة بشأن لاشيء كالأطفال.ا