إن كل متتبع لما حدث في مصر تتبادر إلى ذهنه عدة أسئلة من قبيل:ا هل ما حدث يعتبر انقلابا عن الشرعية ؟ -ماسببه؟ وماهي تداعياته؟ -إلى ماذا يمكن أن يقود البلاد؟ وإن كان المتسائل مغربيا فتضاف أسئلة أخرى هي:ا -في ما وضعنا يشبه مصر؟ - وهل يمكن أن يقع نفس الشئ عندنا؟ -وإن لم يقع فما هو التأثير الذي يمكن أن ينتج عنه؟
الجزء الأول(مصر)ا السؤالين الأول والتاني : نعم ماحدث يعتبر انقلابا على الشرعية لسبب بسيط هو كون أن الرئس المخلوع جاء للحكم بطربقة ديمقراطية التي هي صناديق الإقتراع. بغض النظر هل عرف التصرف بتلك الشرعية أم لا. لأن وحسب ما كان يكتب كان هاجس المجموعة الحاكمة خدمة مصلحة الحزب أكتر من مصلحة الوطن، وهذا هو الخطأ. كما أنه يدل على نقص حاد في المعرفة السياسية لدى المجموعة المسيرة لشؤن الدولة. لأنها لاتفرق بين ما هو حزبي وما هو حكومي. وما يجب أن يعرفه هؤلاء هو أن الحزب جزء مكون للحكومة ليس كلها. أضف إلى ذلك أن وصولهم للحكم كان بتصويت الشعب ، ليس على الحزب ولكن على البرنامج. وهذا من أبجديات السياسة.ا بهذا يمكن القول أن الشرعية إذا وضعت في أيدي من لا يعرف الحفاظ عليها، فإنها تؤدي إلى ما نشهده في مصر. أضف إلى ذلك ما اتفق عليه دستورا للبلاد. وبما انه أنجز بسرعة ولم يتطرق إلى ما يحمي الثورة من الإنقلاب عليها ممن جاءت بهم إلى الحكم فهذا مآلها. فلو وضعت للرئيس حدود تمنعه من الهيمنة على السلطة والإنفراد بها ما رأينا ما يقع الأن. لهذا أعتبرأن الخطأ يتحمله متقفو وسياسيو البلاد الذين تخاذلوا عن إيقاض الشعب بما يحمله الدستور من نقائص قبل التصويت عليه. ويتحمله الرئيس ومن معه ، بعدم الإصغاء لغليان الشارع ، وبالتقوقع في التبجح بصناديق الإقتراع.ا السؤالين التالث والرابع: إن لما يحدث عدة تداعيات على المديين القريب والبعيد.ا على المدى القريب هو ما نراه من فوضى وانعدام الأمن في مصر. أضف إلى ذلك ما يعرفه الشعب من تفكك لفقدان البوصلة الناتج عن انعدام الثقة بين الأفراد. ما بنتج عنه مزيدا من اليأس والحرمان من أبسط الخدمات. لقد أصبحت النفس البشرية لا قيمة لها فيما يأتينا من أخبار التقتيل والدعوات للجهاد، كأن ما يقع ليس بين أبناء البلد الواحد. وكذلك التراجع في الإقتصاد ودليله هو هبوط مؤشر البورصة وفرار المستتمرين إلى الخارج. كل هذا يخدم مصلحة من؟ لا أحد من داخل مصر بالطبع. من الممكن أن يكون البعض من فلول النظام القديم، لكن هذا وإن كان فإنه ينم عن ضيق الرؤيا المستقبلية. لأن تهاوي الإقتصاد يمس الجميع.ا على المدى البعيد يتجلى في تغير ميزان القوى الذي كانت تحسم فيه صناديق الإقتراع أصبح الآن يتحكم فيه الشارع. وهذا أمر خطير جدا لكون الشارع غير متحكم فيه نطرا لعدم إمكانية تاطيره. فهو لا تتحكم فيه الإعتبارات ولا البرمج السياسية. ومن الممكن أن يخضع لسلطة المال.فمن أراد تورة في بلاد يغوي عدة ملايين بالمال فيقيمها ليسقط شرعية صناديق الإقتراع. ومما يسهل له الأمر قلة الوعي لذى شعوب العالم التالث وشدة احتياجهم. كما أن لإبعاد المواطن عن السياسة والتأطير الحزبي لعقود طويلة مضت وما تزال، جعل منه فريسة سهلة لأهواء أصحاب المال. هذه بعض المخاطر التي من الممكن أن يورثه ما حدث في مصر لكل الشعوب المستضعفة من العالم (التلث).ا
الجزءالثاني ( نحن في المغرب)ا السؤال الأول وضعنا يشبه مصر في كون أن الحكومة المغربية تشبه تلك التي في مصر لكونها إسلامية، وأنهما تتبجحان بصناديق الإقتراع في كل مناسبة، مع فرق كبير هوأن حكومة مصر إن تحدتت عن صناديق الإقتراع فلها الحق لأ ن المصريين صوتوا بكتافة في الإنتخابات التي جاءت بها. أما نحن فنسبة المشاركة كانت هزيلة جدا إذا أخدنا بعين الإعتبار عدد المغاربة البالغين سن التصويت ولم يسجلوا في اللوائح اضف إلى ذالك عدد الأوراق التي كانت فارغة. فحكومتنا ما كان لها أن تتحدث عن الصناديق لتتبت شرعيتها، فهي تفعل ذلك لتضليل الشعب عن فشلها الذريع في تطبيق برنامجها ومحاربة الفساد والإستبداد. فعندما تفعل ذلك فإنما كان عليها قول "لقد فشلنا في محاربة التماسيح والعفاريت وإذ نحن على هذا الحال من الهوان فهاهي استقاتنا" عوض الكذب وقول "إننا هنا باقون لخدمة من صوتوا علينا" وهو نفس الخطأ الذي وقعت فيه حكومة مصر عندما لم تعرف الفرق بين مصالح الحزب ومصالح الشعب.ا
السؤال الثاني عند نا نحن ألفنا أوضاع كثيرة تسير فيها شؤون الدولة بحكومة أقلية إلى حين انتهاء الفترة التشريعية. ويمكن تمديدها ان اقتضى الحا ل. المهم هي المحافطة على "الخصوصية المغربية". فنحن حالة خاصة في كل الأشياء. دمقراطيتنا خاصة، شرعيتنا خاصة...لذا ليس هناك أذنى سبب للخوف من لإنتقال العدوى إلينا فنحن مطعمون بالخصوصية.ا السؤال الأخير إن لهذا تأثير على الإقتصاد لأن العديد من المشارع والأوراش الكبرى متوقفة. والفساد مازال سيد الموقف. والريع الإقتصادي وفي الشغل وفي الصفقات التجارية وفي المعاملة الإدارية ساري المفعول.ا على السياسة سيزيد من فقدان التقة في المؤسسات المنتخبة. وتعميق الهوة بين الناخب والسياسي. وإستشراء ضاهرة شراء الأصوات أثناء الحملات الإنتخابية، لأن المواطن البسيط والفقير يرى فيها مناسبة كما يقول المثل"عض فالفكرون ولا يفلت" لما عرفه من تجارب مع السلاحف الأخرى. وقد جئت بهذا المتل متعمدا لأن منتخبينا ينسون الشعب بعد نجاحهم كما تفعل السلحفات لأنها تضع البيض وتتركه بلا رعاية.ا وأرجو أن يطرح كل ناخب على المرشح الذي سيتقدم إليه أثناء الدعاية السؤال التالي"هل أنت سلحفات أم تمساح؟" فإ ن قا ل تمساح فهو أفضل لأنه يرعى بيضه بشدة وإن كان هو الآخر يأكل فراخه إذا اشتد به الجوع في السنوات العجاف.ا