الكلمة التوجيهية للمائدة المستديرة المنعقدة يوم 08/04/2012 بقاعة الاجتماعات لمجلس بلدية تولال :hفي موضوع
قرائة في تجربة مجلس بلدية تولال – الأغلبية و المعارضة-
نستهل هذه المداخلة التوجيهية بملاحظة وجيهة وأساسية وهي: ضرورة إيجاد مسافة عندما نريد تقييم أي تجربة، حتى يكون الحكم عليها موضوعيا ونزيها، وعليه نبني رؤيتنا للمستقبل ونستخلص الدروس منها. لذا علينا أن نحرص جميعا منظمين لهذه المائدة المستديرة ومتدخلين أن نكون موضوعيين دون تحامل على أي جهة ولا الدعاية لأي طرف.ا وبالمناسبة نشكر كافة التنظيمات الحزبية والجمعوية الحاضرة معنا اليوم في هذه المائدة المستديرة التي جاءت من أجل مقاربة قضايا تهم الشأن المحلي لبلدية تولال.ا جميل جدا أن نجتمع على المصلحة العامة ونترفع عن كل المزايدات الإيديولوجية أو السطحية أو أي خلافات بيننا فكرية كانت أم شي أخر.ا لأن اختيارنا لتنظيم هذه الندوة نابع من وعينا بالتحديات التي تواجه التطور الديمقراطي والتنموي لبلادنا على العموم وعلى بلدية تولال بالخصوص، مؤكدين على أن المعركة التنموية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ومصلحة الساكنة التولالية هي معركة كل الديمقراطيين على اختلاف اتجاهاتهم ومرجعياتهم المذهبية والسياسية، من أحزاب وجمعيات. مما يفرض علينا جميعا كفاعلين ديمقراطيين وغيورين على هذه البلدية، العمل على توحيد الجهود وتنسيق المواقف في أفق بناء جبهة قادرة على بلورة بديل وحدوي يقودنا نحو الأفضل بفتح نقاش عميق ومنتظم مع كل مكونات العائلة الجمعوية والحزبية و الانخراط الفعلي في حركية المجتمع المدني بتولال لدعم مطالب الساكنة المشروعة ولمحاربة الفساد وكل مظاهر الاستبداد والتسيب والظلم الاجتماعي.ا
إن تنظيم هذه الندوة نابع من حرصنا على القيام بدورنا كمجتمع مدني من أجل ممارسة حقنا الدستوري، وصيانة مكتسبات الجمعيات والمكانة التي تحتلها في ظل الدستور الجديد سواء على مستوى مراقبة وتتبع الشأن المحلي أو على تقديم الإقتراحات والبدائل وحرصا في العيش الكريم في وطن حر ديمقراطي وحديث.ا كم حز في نفسنا أن نرى سلوكيات تظهر يوم تلو يوم وشهر بعض شهر وظهور تصدعات عدة بين مكونات المجلس البلدي بتولال ومزايدات عدة كان بالإمكان تجاوزها بالمقارنة مع درجة مصلحة تولال وساكنتها التي هي في غنى عن كل هذا.ا ألا يجدر بنا التفكير في إيجاد سبل جديدة كفيلة بإخراج بلديتنا من هذه العطالة والشلل؟ أليس الجمود الذي يعتري العمل الجماعي بتولال، يعكس التآكل الداخلي وحرب الصراعات حول المواقع والتناحر حول المصالح، وتعتريه ثقافة الإنتقام بين الإخوة بالأمس، في غياب الإستقامة والكفاءة والمسؤولية، وفي غياب تربية سياسية ؟ هل مستشارونا مكونين سياسيا؟ هل هم منضبطون وملتزمون مع أحزابهم فبالأحرى مع المواطنين بدوائرهم؟ هل هذاالصراع يخدم مصالح ساكنة تولال؟ و هل ردود الأفعال الناتجة عن الفريقان يصب في مصلحةالساكنة،أم هو تعبير واضح الغاية منه البحث عن الضربة القاضية لإزاحة الآخر؟ و ماهيالخلفيات الحقيقية لهذا الصراع؟ أليست ثقافة المعارضة هي ثقافة التنبيه والتدبير و ثقافة الإقتراح والتسيير والمشاركة وطرح البدائل،عوض ثقافة وضع العصى بالعجلة؟ أليس مفهوم المعارضة هو ذاك التعبير المجتمعي المنظم الذي يحرص على مراقبة ومحاسبة مدبري الشأن العام الذين حظوا بثقة الأغلبية، وهي بذلك يكون مسعاها هو الدفاع عن المجتمع من خلال اتجاهين:ا م- 1 مراقبة مدى التزام هذه الأغلبية المسيرة التي منحتها الساكنة ثقتها لها بما وعدتها به في برنامجها الانتخابي، ومحاسبتها على أساسه.ا ا -2 السعي إلى تعرية مواطن الخلل والضعف في برنامج الأغلبية، في انتظار جولة المحاسبة العامة المتمثلة في دوراة المجلس وموعد الإنتخابات.ا وعندما نتناول المعارضة بمجلس بلدية تولال بقدر من النقد لايعني أننا نستهدفهاونحمل عليها الضغائن والأحقاد بل نحاول أن نلفت عنايتها إلى أهمية تصحيح مسارهاوتعديل خطابها وسلوكها وممارستها للحياة السياسية وتدبير الشأن المحلي
بقدر من الوعي بحاجة الواقعالتولالي ومراعاة هذا الواقع بحيث يكون للمعارضة دور إيجابي متميز في إثراء الحراكالتنموي وتطوير مظاهره .ا هل أسلوب اشتغال المعارضة يخدمها ويخدم تطلعاتها؟ أليست المعارضة هي مجرد كيدوتصفية الحسابات على حساب المصلحة العامة.ا ولهذا وذاك نحن في حاجة إلى مثل هذه القاءات التعبوية لتوضيح الرؤى ومحاولة توضيح أمور مخفية لا نعلمها ولا يعلمها المواطن.ا لننتقل إلى الأغلبية ونطرح السؤال أليست الديمقراطية السياسية التعددية بأبسط أشكالها تعني تسيير الأكثرية التي تفرزها وتشكلها صناديق الاقتراع من خلال انتخابات ديمقراطية حرة نزيهة وشفافة من جهة، وحماية حق الأقلية في المعارضة الإيجابية لمراقبة ومتابعة ونقد وتقويم أداء الأكثرية المسيرة من جهة أخرى؟ أليست الحياة بشكل عام في الطبيعة وفي المجتمع قائمة على أساس التناقض والتعارض بين الأضداد وتتطور على هذا الأساس أيضاً؟ لذلك فان التناقضات والتعارضات والصراعات بين الأفكار والرؤى في الحياة الاجتماعية والسياسية ضرورية، وهي بالتالي ظاهرة صحية لابد من وجودها لكي تستمر دورة تطور الحياة على المسار الصحيح بنمطها الطبيعي الى حيث ما يجب ان تصل.ا فهي عمل محمود في الحوارات والنقاشات من أجل التوصل إلى القرار المناسب والملائم والمعبر عن إرادة الشعب بكل ما يتعلق بمصالحه.ا أليست المشكلة كامنة في طبيعة الثقافة السياسية للنخب السياسية والثقافة الإجتماعية السائدة لدى البعض حول مفهوم السلطة والمعارضة وفلسفة التسيير بشكل عام؟ حيث يكون لبعض المسيرين في الأغلبية ذالك الموقف العدائي ضد الآخر، وعليه وانطلاقا من هذه الخلفية الثقافية فإن من هو في تسيير الشأن العام يتعامل مع معارضيه بأساليب العنف والقوة وبما فيها أساليب التهميش والإقصاء، ولا يتقبل فكرة وجود معارضة إيجابية، معارضة تقوم على مبدأ المراقبة والمتابعة والتقويم والنقد البناء من أجل رفع مستوى أداء وشفافية من هو في التسيير ويمتلك السلطة في يديه لخدمة أهداف الناس.ا هل أغلبية مجلس بلدية تولال كانت مبنية فعلا على قاعدة الإشراك الفعلي للمجتمع في التقرير عبر آلية الانتخابات؟ هذه الأخيرة هل كانت حرة وديمقراطية ونزيهة؟
أليست الديمقراطية هي أن تعكس الانتخابات الإرادة الحقيقية للمجتمع، من خلال اختيار من يمثله و ينفذ برنامجه الانتخابي المتعاقد عليه؟ الأغلبية هي كما هو متعارف عليها هي الفئة الحائزة عل ثقة المواطنين من خلال الانتخابات الحرة والديمقراطية والنزيهة، والأغلبية هي الحريصة على بلورة برنامجها الانتخابي الذي وعدت به الساكنة باعتبارها هي من حظيت بثقتهم.ا ألم تكن ديكتاتورية الأغلبية وتهميش الأقلية سببا في رد الفعل هذا؟ كثر القيل والقال بين الساكنة وأسئلة كثيرة تطرح في هذا السياق وإجابات هنا وهناك ولكن لا ندري الصائب منها والخطأ ونحن في تجربة مجلس الإشاعة فيه تجري أكثر من سرعة البرق. فتعطلت فيها مصالح المواطنين بسبب الصراع الهامشي والتآكل وعدم القدرة على إنتاج أفكارا ومشاريع.ا كيف توفرت الأغلبية إذن؟ هل بناءا على مصالح شخصية مما أفرز أغلبية غيرمنسجمة؟ فكيف يخرج طرف منها ليركب صهوة المعارضة في غفلة ممن انتخبوه كما تحالف في غفلة منهم؟ أليست طبيعة للتركيبات الهجينة للمجالس فرضها نظام إنتخابي يساعد على البلقنة أكثر مما يعزز التكتلات السياسية المنسجمة.ا كذالك بعض التشكيلات السياسية التي تفقد إستقلاليتها وتأخذ التعليمات من جهات خارج التركيبة للمجلس البلدي لنكون أمام تحالفات هشة، تنحو نحو تحقيق مصالح ضيقة وخاصة.ا إننا اليوم أمام أزمة تعيشها الجماعة بين الفرقاء المشكلين للمجلس ، فلم تعد الأغلبية واضحة ولا المعارضة معروفة، وهناك أخطاء ارتكبت في هذا الشأن. فلماذا تصدعت يا ترى الأغلبية المشكلة للمكتب المسير للمجلسالبلدي مما جعل الرئاسة أصبحت تشكل الأقلية؟ ألم يكن ممكنا تجاوز هذا الاحتقان، بما تمليه مراعاة قضايا الساكنة التي تطالب بالاستجابة لمطالبها قبل كل شيء وخاصة قيام المجلس بالأدوار المنوطة به في تسيير الشأن المحلي؟ نتمنا أن نوفق في صياغة الأسئلة والتأليف بين المحاضرين والمتتبعين. لنجد سويا إجابات واقتراحات والتفكير مليا في كيف السبيل للنهوض بها من أجل تحقيق تنمية مستدامة تضمن العيش الكريم للسكان، بما فيه إمكانيات تشغيل الشباب وضمان السكن اللائق. وهي أمور تتطلب تفكيرا قبليا وعمقا استراتيجيا.ا وفقنا الله وشكرا لضيوفنا الكرام من متدخلين في هذا اللقاء التواصلي وللحضور الكريم على اهتمامه راجين أن نكون في مستوى انتظاراته.ا
صورة للمعارضة في إحدى وقفاتها الإحتجاجية
توصيات المائدة المستديرة المنعقدة يوم 8 أبريل 2012
ن نظمت جمعية الإبداع الثقافي بتولال مائدة مستديرة حول موضوع : قراءة في تجربة مجلس بلدية تولال- الأغلبية والمعارضة-.ا
وذلك يوم 8 أبريل 2012 بقاعة الاجتماعات ببلدية تولال بمشاركة كل من السادة:ا
حسن أنوار عن حزب الإستقلال -
محمد منصوري عن حزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية -
سعيد زالغي عن حزب العدالة والتنمية -
علال أمهوض عن الحزب الإشتراكي الموحد -
ياسين وصال عن الشبيبة الاستقلالية -
زكرياء العباسي عن الشبيبة الإتحادية -
أنوار مقوس عن جمعية الغد للتربية والرياضة -
ادريس حمدان عن جمعية تولال للتربية والثقافة -
عبد الحق احدادوش عن جمعية تولال للتنمية والرياضة -
حميد صابر عن جمعية البسمة -
كان الغرض منها هو إشراك الفعاليات الجمعوية والهيآت السياسية الفاعلة ببلدية تولال من أجل مقاربة قضايا تهم الشأن المحلي بفتح نقاش عميق مع كل مكونات العائلة الجمعوية والحزبية كل من موقعه، بعد أن تفاقمت التصدعات بين مكونات المجلس البلدي التي كان بالإمكان تجاوزها بالمقارنة مع درجة مصلحة تولال وساكنتها، مما حدا بالمتدخلين في المائدة المستديرة بالتفكير في إيجاد سبل كفيلة لإخراج بلدية تولال من العطالة والشلل وذالك برفع التوصيات التالية التي تكتسي طابعا استعجاليا:ا ضرورة تجاوز الخلافات والمزايدات بين مكونات المجلس البلدي ولفت عنايتهم إلى أهمية التصحيح ووضع صوب أعينها مصلحة الساكنة.ا
حث جميع المتدخلين من سلطة محلية و رئاسة المجلس البلدي بتحرير الملك العمومي خاصة شارع 3(السويقة) والأرصفة الخاصة بالراجلين.ا
المطالبة بتفعيل دور الشرطة الإدراية لتحرير الأرصفة من الاحتلال غير القانوني.ا
خلق سويقة نموذجية لحل معضلة الباعة المتجولين.ا
اقتناء أرض تخصص للمقبرة في أقرب الآجال.ا
اقتناء سيارة إسعاف على الأقل.ا
إتمام تهيئة شارع1 بالتزفيت.ا
وضع علامات التشوير وتطبيق القوانين الزجرية لمستغلي الأرصفة الخاصة بالراجلين ومخالفي قانون السير والجولان.ا
إشراك المجتمع المدني في مراقبة توزيع بقع تجزئة الربيع لضمان الشفافية.ا
خلق حوار فعال بين السلطة المحلية ورئاسة المجلس البلدي والمجتمع المدني حول القضيا التي تهم بلدية تولال.ا